وكالة المخابرات المركزية الاميركية
مديرية المخابرات - تقييم استخباري
مصر والعرب والعملية السلمية
سياسة مصر الخارجية في اول ستة اشهر من حكم الرئيس حسني مبارك
نشر التقييم في ابريل 1982 والمعلومات الواردة فيه تم جمعها بحلول 15 فبراير 1982 وتم رفع السرية عن الوثيقة في 28 فبراير 2007
الجزء الأول
يتمثل الهدف الرئيسي لسياسة مصر الخارجية بعد الانسحاب الإسرائيلي من شرق سيناء في 25 أبريل/نيسان في إنهاء عزلتها في العالم العربي.
الرئيس مبارك ومستشاروه مقتنعون بأن العودة إلى المعسكر العربي المعتدل ستساعد في الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتعزيز اقتصاد البلاد وتعزيز دور مصر القيادي الإقليمي.
زادت اتصالات مصر مع الدول العربية الأخرى بشكل كبير منذ تولي مبارك السلطة في أكتوبر الماضي، وشملت محادثات سرية مع المملكة العربية السعودية والأردن والعراق والمغرب والفلسطينيين.
بعد أبريل، سيبذل المصريون جهدًا كبيرًا لتحويل هذه المناقشات الخاصة إلى تقارب عام.
في الوقت الذي تهتم معظم الدول المعتدلة فيه بالمصالحة مع مصر، فإن الدول المتطرفة مثل سوريا وليبيا ستقاوم عودة مصر إلى الحظيرة العربية.
لتسهيل إعادة تأهيل القاهرة، مبارك مستعد لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل وسياساتها وإذا لم يكن هناك تقدم في مفاوضات الحكم الذاتي المتوقفة هذا الصيف، فمن المحتمل أن تسعى مصر إلى تبرير التخلي عن المحادثات وستنظر في مقترحات تفاوضية أخرى.
قد يسمح مبارك أيضًا بتلاشي عناصر تطبيع العلاقات المصرية مع إسرائيل، وسوف ينتقد الإجراءات الإسرائيلية الأكثر إثارة للجدل مثل الحملة الأخيرة على الاضطرابات في الضفة الغربية لكن المصريين لن ينتهكوا البنود العسكرية لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية.
من المحتمل أن تتطور مصالحة تدريجية مع المعتدلين، وخاصة السعودية والأردن، على مدار الصيف والخريف، ومن الممكن تحقيق مصالحة أسرع بين مصر والعرب إذا غزت إسرائيل لبنان أو اتخذت خطوات أخرى مثيرة للجدل للغاية.
في ظل هذه الظروف، سيشعر مبارك بأنه مضطر للرد بحدة حيثُ يمكنه سحب سفير مصر أو حتى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لكنه لن يذهب للحرب.
ربما يكون التقارب بين مصر والعرب في نهاية المطاف أمرًا حتميًا وسيكون له عواقب بعيدة المدى على العلاقات الأمريكية المصرية.
إن مصر الأقل عزلة ستكون أقل تقبلاً وأقل عرضة لتأثير الولايات المتحدة وفي الوقت نفسه، ستكون أكثر قدرة على التعامل مع منتقديها، ويمكنها التوسط في اتصالات عربية إسرائيلية مستقبلية.
نظرة عامة
كان الهدف الرئيسي لسياسة مصر الخارجية منذ الحرب مع إسرائيل عام 1967 هو استعادة شبه جزيرة سيناء المفقودة، ويأمل المصريون أن يتحقق هذا الهدف قريباً، ومن المقرر أن تسحب إسرائيل آخر جنودها من سيناء في 25 أبريل/نيسان.
كانت المزاعم الإسرائيلية في اللحظة الأخيرة بأن مصر تنتهك معاهدة السلام - لا أساس لها إلى حد كبير - وتلمح إلى أن الانسحاب سيؤجل قد اثارت قلق القاهرة ويبدو أنه من المحتمل أن يكون لها تأثير سلبي على العلاقات المصرية الإسرائيلية حتى لو حدث الانسحاب في الموعد المحدد.
إذا تم الانسحاب كما هو مخطط له، فإن السياسة الخارجية المصرية ستنتقل إلى حقبة انتقالية.
ستستمر مصر في تقدير العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة والسلام مع إسرائيل، لكن الهدف الأساسي في الأشهر المقبلة سيكون إنهاء عزلة مصر الناجمة عن الرفض العربي لاتفاقات كامب ديفيد.
أسلوب مبارك
منذ توليه السلطة في 6 أكتوبر 1981، تحرك حسني مبارك بهدوء ولكن بقوة من اجل فرض اسلوبه على السياسة الخارجية المصرية وأكد رغبته في تحسين علاقات مصر مع جيران البلاد العرب وتجديد أوراق اعتماد البلاد في عدم الانحياز.
في الوقت نفسه، سعى إلى طمأنة الولايات المتحدة وإسرائيل بأنه ملتزم بأساسيات سياسة السادات الخارجية الموالية للغرب.
يختلف أسلوب مبارك في صنع القرار اختلافًا حادًا عن أسلوب سلفه. كان أنور السادات رجلاً مهووساً بوضع الإستراتيجية بمفرده، وغالبًا ما كان يعزل نفسه لأيام بينما كان يخطط لمبادرات عظيمة مثل حرب 1973 ورحلته إلى القدس عام 1977، كما تجاهل نصيحة أقرب مساعديه عندما اعتقد أن وجهات نظره صحيحة.
اعتبر السادات نفسه بشكل متزايد "رجل القدر"، وفي بعض الأحيان تميل صورته الذاتية إلى تشويش وجهة نظره.
مبارك شخص أكثر حذرا ومنهجية ويتجنب المواجهة المفتوحة، كما أنه لا يحب الغموض ويميل إلى تبسيط الأمور وشجعه تدريبه العسكري على تقدير نصيحة موظفيه.
مستشارو السياسة الخارجية لمبارك
كبير مستشاري السياسة الخارجية لمبارك وأقرب المقربين منه هو أسامة الباز، الذي يشغل أيضًا منصب نائب وزير الخارجية.