مدونة المسلة الإخبارية
محمود عبد العزيز...حكاية الولد (الشِفت)..!
توثيق: مسيرة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز
*فنان موهوب منذ الطفولة..وماسر المسرح الصغير الذى كان يصممه من (ترابيز) المنزل..؟
*لماذا إحتكرت شركة البدوي انتاج البوماته..وماذا قال عنه الموسيقي الروسي ميخائيل..؟
*كيف قابل معجبوه إنضمامه للحركة الشعبية..وماذا قال هو عن توجهاته السياسية..؟
*ماسر (خلوته) بمرسمه بالمزاد..ولماذا أطلق الراحل محمد أحمد عوض عليه لقب (الجردل)..؟
حوالي العام 1974...توقف الممثل الكبير محمد شريف لوهلة مندهشاً لجراءة ذلك الطفل الذى لم يتجاوز الثامنة من العمر، وهو يقوم بإداء دوره خلال فقرة صغيرة ببرنامج جنة الاطفال، فأقترب منه بعد نهاية فقرته القصيرة وسأله عن اسمه، ليرد عليه الصغير بكل شجاعة: (محمود)، هنا طلب منه شريف ان يأتي بعد ايام ليشارك في مسرحية أخرى، وقد كان، فبعد فترة قصيرة ظهر ذلك الطفل بأحدى المسرحيات التى لعب فيها دوراً بارزاً، استطاع من خلاله حصد الكثير من الاعجاب والتصفيق كذلك.
مولده ونبوغه:
ونعود بهدؤ للعام 1967...وتحديداً داخل عنبر الولادة بمستشفى الخرطوم بحري، حيث استقبلت اسرة العم عبد العزيز محمد علي ابو عون، أحد سكان حي المزاد بحري القدامي، طفلاً تم إطلاق أسم (محمود) عليه، ذلك الطفل الذى بداءت عليه علامات النبوغ مبكراً، فمنذ ان تخطى عامه السادس حتى بدأ في ابتداع الكثير من الاشياء التى كانت تدهش والدته الحاجة (فايزة محمد طاهر) وتجعلها توبخه في بعض الاحيان، خصوصاً عندما يقوم بإستغلال طاولات الاكل، لينشئ بها مسرحاً صغيراً يدعو اليه اصدقائه ويبدأ من ثم في تنفيذ بعض الحركات المسرحية مصحوبة ببعض الاغنيات.
ظهور أول:
الظهور الاول لذلك الطفل الصغير جماهيرياً، كان على مسرح معتمدية بحري حيث غنى في ذلك الوقت بصحبة (كورس) وصفق له الجمهور كثيراً، بل ان المحافظ نفسه قام بإهدائه جائزة عبارة عن ادوات مدرسية ومبلغ مالي، ليواصل ذلك الطفل رحلة التألق ويعاود الغناء مرة أخرى بحفل قامت الكشافة البحرية بتنظيمه بتشريف رئيس الجمهورية في ذلك الوقت المشير جعفر نميري والذى ابدى اعجابه الشديد بذلك الطفل وقان بتقليده وشاح الكشاف الاصغر.
مراحل دراسية:
مر الطفل الصغير بعدد من المدارس في مسيرته الاكاديمية، حيث بدأ بروضة الحرية ثم مدرسة الحرية الابتدائية واخيراً المدرسة الانجيلية، ليقوم بعدها بالالتحاق بقصر الشباب والاطفال، ويفكر بشكل جدي في الغناء بصورة اوسع واشمل، واستمر (محمود) على تلك الحالة حتى سنحت له الفرصة بالالتحاق بمركز شباب بحري، وكان ذلك حوالي العام 1987م وهناك تعرف محمود على العازف الشهير عبد الله الكردفاني، الذى قام بمده بالكثير من النصائح واخبره بأنه يمتلك صوتاً فريداً من نوعه وعليه ان يحافظ عليه.
محمود وحصاد:
ظل (محمود) يغني متى ماسنحت له الفرصة بالحفلات العامة، وظل في كل يوم يحصد معجباً جديداً، حتى كانت المفاجأة عندما قامت شركة حصاد للانتاج الفني بمفاوضته لانتاج شريط كاسيت له، وربما فكر محمود طويلاً في تلك الفترة مابين العام 1993 و1994، لكنه قرر ان يخوض التجربة بالرغم من نصائح الكثيرون أن يركز في تعريف نفسه للجمهور، لكن محمود رفض ذلك وقال بأن الفنان يجب ان يقوم بتعريف نفسه للجمهور بصورة فيها إحترام للجمهور نفسه، وقد كان، حيث قامت حصاد بإنتاج اول البومات محمود والذى جاء يحمل اسم (خلي بالك)..ذلك الالبوم الذى قام بالفعل بالتعريف عن فنان قادم بقوة اسمه (محمود عبد العزيز)، ويقول بعض تجار الكاسيت القدامي عند هذه النقطة، انهم تفاجأوا بفنان جديد يتم الاعداد لاصدار البوم له واسمه (محمود عبد العزيز)، ويقول احدهم انه قال لرفقائه ان هذا الالبوم لن ينجح، لأن اسم الفنان (عادي) ويشابه اسم ممثل مصري، لكنهم فوجئوا بالاقبال على الالبوم منذ اليوم الاول، وبعد ان استمعوا للالبوم بتركيز، اقتنعوا تماماً بأن هذا الشاب الجديد سيكون له مستقبل باهر جداً، الجدير بالذكر أن هذا الالبوم جاء بمشاركة فاعلة من العازف ماهر تاج السر.
صوت موزون:
نجاح البوم (خلي بالك)، ربما فتح شهية شركة حصاد للانتاج الفني، فعرضت على محمود عرضاً آخراً في العام 1995 بإنتاج كاسيت آخر جاء ليحمل اسم (سكت الرباب)، ذلك الكاسيت الذى تم تسجيله بروسيا، في تجربة كانت حديث اهل الفن والموسيقى، وعند هذه النقطة نصطحب معنا حديث الملحن الفاتح حسين الذى قام بتوزيع والاشراف على ذلك الالبوم، والذى قال: (محمود ادهش الروس بصوته، وعرض عليه البعض الاقامة هناك ولكنه رفض، بل ان الموسيقار الروسي الكبير ميخائيل قال عن صوته ان موزون مثل الآلات الموسيقية تماماً)...واضاف: (انا لااتخيل ان يكون هذا الصوت افريقياً، بل هو صوت عالمي يستحق ان يكون في الاوبرا)...وصمت قليلاً قبل ان يضيف: (هذه المرة الاولى التى استمع فيها لصوت بشري موزون تماماً كما الآلة الموسيقية).
اعلى معدلات:
عاد (محمود) بعد فراغه من تسجيل الالبوم وبعد ان نزل الاسواق بفترة وجيزة قامت شركة البدوي بالترتيب لاصدار كاسيت جديد له بأٍسم (ياعمر)، ذلك الكاسيت الذى اشفق كثيرون على محمود من الموافقة عليه، ونصحه عدد من الموسيقيين بضرورة التريث حتى يجد البوم (سكت الرباب) مساحته وصداه، لكن (محمود) وكعادته رفض فكرة التريث، وقال ان لكل البوم وظيفة وهدف معين، وبالفعل قام بتسجيل البوم (ياعمر) في نفس العام، ليحقق هذا الالبوم اعلى معدلات التوزيع ويتسبب في تراجع كل الالبومات الصادرة في ذات التوقيت.
عقد إحتكار:
بعد صدور البوم (ياعمر)، وانتشار اسم الفنان محمود عبد العزيز في كل مكان، قررت شركة البدوي للانتاج الفني ان تقوم بالتعاقد مع محمود لسنوات طويلة، ويكون لها حق الانتاج الحصري لالبوماته، ووافق محمود على ذلك المقترح، ليقدم في العام 1996 البوم (سيب عنادك)، ذلك الالبوم الذى فتح الباب على مصراعيه لمحمود عبد العزيز وجعله يتربع على عرش اعلى الايرادات، حتى ان بعض الفنانين كانوا يقومون بتأجيل اصدار البوماتهم الجديدة حتى لاتتضارب مع البوم جديد لمحمود، ويمكن ان نقول ان في تلك الفترة كان محمود هو الذى يتحكم بسوق الكاسيت من خلال البوماته.
البومات عديدة:
بعد البوم (سيب عنادك)، انهمرت البومات محمود في السوق حتى وصلت لارقام خيالية بالمقارنة مع منتوج اغلب الفنانين، فجاءت البومات كثيرة هي بالترتيب (سبب الريد/ يامدهشة/ يامفرحة/ جواب للبلد/ زمني الخائن/لهيب الشوق/ في بالي/ الحجل بالرجل/ ماتشيلي هم/ على النجيلة/ نور العيون/ قائد الاسطول/ برتاح ليك/ عاش من شافك/اكتبي لي/عامل كيف/ شايل جراح/ عدت سنة/ القطار المرا/ مرت الايام/ خوف الوجع/ ساب البلد/ اتفضلي/ الحنين/ يازول ياطيب)، وتلك الالبومات وجدت حظها من الانتشار في كل مكان حتى في الكافتريات والاماكن العامة واصبح اسم (محمود عبد العزيز) هو الابرز والاكثر رنيناً في كل المحافل والمنتديات وحتى الصحف، التى ظلت تولي كل اخباره اهتماماً منقطع النظير، حتى اخباره الخاصة والتى كانت في مقدمة الاخبار الفنية، وعن تلك الجزئية يقول مقربون من محمود: (غلطة محمود انه تجاهل ضرر الاخبار الكثيفة التى كانت تنشر عنه، فهي السبب الرئيسي في كثير من المشاكل التى واجهها).
شائعات متعددة:
عن حياة محمود الخاصة حكى الكثيرون، وانتاشته الشائعات من كل حدب وصوب، كان آخرها شائعات وفاته ابان مرضه الاخير، بينما حفلت زيجاته المتعددة بالكثير من الاهتمام، ونال زواجه الاسطوري من الفنانة حنان بلوبلو تغطيات واسعة وتعليقات متعددة كذلك، ويقول محمود عن هذه الجزئية: (نعم..تعرضت للكثير من الصعوبات في مسيرتي الفنية، واغتالتني الشائعات اكثر من مرة لكنني كنت اشجع نفسي بجمهوري واقول انهم زادي ومعيني الذى لاينضب).
الانسان قبل الفنان:
شخصية الفنان محمود عبد العزيز في حد ذاتها مثيرة للجدل، فهو بحسب افادات المقربين منه انسان عنيد جداً، ويقتنع تماماً بالمثل الذى يقول: (افعل ماتحب)، حتى في حفلاته وكل مايدور في فلكه، أما الجانب الذى لم يظهر من شخصية ذلك الفنان المميز هو (انسانيته) وروحه الشفيفة وقلبه الابيض الذى لم تغيره السنوات ولا الشهرة، وعن مواقف محمود الانسانية تتحاكى المجالس الفنية، وعن مواقفه نحكي ذلك الموقف الذى من اجله صفق له كل الجمهور، وهتفوا له، وذلك بعد أن قام خلال احد الحفلات بإزالة كافة الحواجز الامنية مابينه والجمهور، وسمح لاحد معجبيه المعاقين من الصعود للمسرح، بل وجلس على الارض بجانبه وهو يغني، في موقف عكس مدى نبل وطيب وعمق احساس ذلك الشاب، بينما لاتزال المواقع الالكترونية تحفل بقصته الشهيرة مع الاطفال المصابين بمرض السرطان، والذين اقام محمود من اجلهم حفلاً جماهيرياً ضخماً، يعود ريعه لصالحهم، وقام خلال ذلك الحفل بإحتضان عدد منهم والغناء بجانبهم، قبل ان يصاب بصدمة كبيرة بعد ان نقل اليه احدهم خبر وفاة احد اولئك الاطفال الذين كانوا يغنون معه بالحفل قبل ايام، ليدخل في حالة نفسية سيئة جداً ويبكي بشدة، ويضرب عن الطعام لفترة قبل ان يقنعه اصدقائه بضرورة تناسي ذلك، والعمل على عدم تكرار تلك المأساة.
ميول رياضية:
لمحمود عبد العزيز كذلك ميول رياضية كبيرة لاتخفى على أحد، فالشاب من مشجعي وانصار نادي المريخ السوداني، ويقول محمود عن كشفه عن لونيته الرياضية: (لااخاف ان افقد جمهوري بسبب انتمائي الرياضي فنحن تعاهدنا على الحب مدى الحياة، وانتماء اي شخص هو شئ داخلي، وميول كل منا للون معين يعود اليه ولايؤثر اطلاقاً في محبة الناس)، وبخلاف ميول محمود الرياضية فهو كان رئيساً لنادي المزاد بحري والصبابي لفترة من الوقت، قبل ان يصرف النظر عن الرياضة وادارتها ويكتفي بتشجيع فريقه المريخ من داخل وخارج الاستاد.
موضة (حوتة):
كثيرون يعتقدون أن محمود عبد العزيز هو سبب أساسي في ظهور الكثير من التقليعات الجديدة في اواسط الشباب، فنجوميته الطاغية جعلت بعض محبيه يسعون لتقليده في كل شئ، حتى في طريقة قصة شعره واسلوب حلاقة ذقنه، وليس ببعيد عن الاذهان موضة (حوتة) التى سارت عليها صوالين الحلاقة ردحاً من الزمان، بجانب ذلك نجد ان كثير من الاشياء المرتبطة بحياة المجتمع لم تنس إدراج اسم محمود وبعض البوماته فيها، ومثال على ذلك اطلاق اسم (لهيب الشوق)-وهو أحد البوماته- على نوع من السيارات، بجانب إطلاق اسم (سيب عنادك) على ماركة أحد الاقمصة الرجالية التى نالت حظها من الرواج بسبب ارتباطها بأسم ذلك الفنان الشاب.
محمود (الصوفي):
إثارة محمود للجدل لم تتوقف عند الفن وحسب، بل إمتدت لذلك عندما ظهر في الصحف المختلفة بلباس الطرق الصوفية، ومن ثم انطلاق الاحاديث حول علاقته بالطرق الصوفية، ليكتشف الجميع فيما بعد ان لمحمود علاقات وطيدة جداً مع الطرق الصوفية، التى يكن لها حباً عظيماً، وبالاخص الشيخ الصادق الصايم ديمة، الذى يحكى محمود عن علاقه به ويقول بأنه يعتبره (والده الروحي)، ولعل علاقة محمود الوطيدة مع الصوفية ربما اجابت عن كثير من تساؤلات جمهوره حول هجرانه للغناء في فترة واتجاهه للمديح النبوي الشريف وانتاجه لعدد من المدائح التى نالت حظها من الانتشار وابرزها مدحة: (الناس دي بتحب النبي ومحمود دا بيحب الرسول)، كما اجابت كذلك عن علاقته بإذاعة وتلفزيون الكوثر التى كانت في فترة من الفترات تحير جمهوره بشدة.
رسام من طراز فريد:
ولمحمود عبد العزيز وجه آخر لم يتاح لبعض جمهوره التعرف عليه بعد، وهو وجه إبداعي يخفيه محمود ويحتفظ به لنفسه، حيث يمتلك محمود موهبة مدهشة جداً في الرسم والتلوين والنقش بـ(البوهية)، ويشهد على ذلك منزله الكائن بحي المزاد بحري، والذي يحتضن كثير من اللوحات التى قام محمود برسمها في اوقات متباعدة، وعن تلك الموهبة يقول محمود: (الرسم يريح أعصابي ويمنحنى الوقت للتفكير بهدؤ)، وبجانب جزئية الرسم، فمحمود يمتلك عدداً من الهوايات الاخرى المثيرة للجدل وابرزها تربيته للحيوانات الاليفة وغير ذلك، فهو يعشق تربية الكلاب والافاعي، وعن هذه الاخيرة حكى لنا الاستاذ ابراهيم حسن مدير المكتب الاعلامي لمحمود قبل سنوات وقال ان محمود يطلق على تلك الافاعي اسماء معينة يناديها بها، كما يطلب من احد الصيادين جلبها له بالمنزل بين وقت وآخر ليلعب معها، واضاف ابراهيم ضاحكاً: (عندما يكون محمود في مزاج ليلعب مع تلك الافاعي نغادر كلنا المنزل ويبقى هو وحيداً مع ذلك الصياد).
لون سياسي:
قبيل سنوات قامت الدنيا ولم تقعد، وذلك بسبب الاخبار التى ظهرت وهي تفيد بإنضمام الفنان الشاب المثير للجدل لحزب الحركة الشعبية، وظهوره مع قياداتها في ذلك الوقت في عدد من الاحتفالات ابان الفترة الانتخابات، تلك الاحاديث التى لم يعلق عليها محمود كثيراً، ليفاجئ الجميع مؤخراً وهو يغني في احد الاحتفالات الوطنية ضمن حضور كبير من قيادات الحزب الحاكم، وعندما تم سؤال محمود مباشرة عن توجهاته السياسة، قال وبهدؤ: (انا من حزب الشعب...ومن هؤلا الغلابة)-واشار إلى بعض الناس العابرين في الشارع آنذاك-.
شهادات مذهبة:
شهادات مذهبة في حق محمود عبد العزيز جاءت على لسان اناس لهم وزنهم ومكانتهم الاجتماعية والسياسية والفنية والاعلامية، ومنهم الاستاذ الراحل الكبير محمود ابو العزائم والذى قال تلك المقولة الشهيرة (سمح الغناء في خشم محمود)، إلى جانب الراحل الفريق ابراهيم احمد عبد الكريم والذى قال في وقت سابق: (حينما يذكر الفن في الوطن العربي يذكر عمرو دياب في مصر وفي السعودية محمد عبده اما في السودان فيذكر محمود عبد العزيز)، هذا إلى جوار عبارة الراحل المقيم الهرم محمد وردي والذى قال قبيل وفاته: (محمود بسمعوهو اولادي اكتر مني)، وعديد من الشخصيات التى تحدثت عنه فمنحته حقه ومستحقه، ولن ننسى تلك الاشادة التى طوقه بها الفنان الراحل محمد أحمد عوض عندما قال: (هذا الفتى لديه مستقبل كبير)، وذلك بعد ان سمعه يغني في فترة صباه وسط مجموعة من أصدقائه.
ألقاب عديدة:
محمود عبد العزيز هو الفنان الوحيد في السودان الذى تم إطلاق اكثر من عشرون لقباً عليه، ابرزها (الحوت/ سيد الغناء/ حوتة/ قائد الاسطول/ الجان/ الحاج/ ملك السودان/ الاسطورة) وغيرها من الالقاب التى تؤكد عظمة هذا الفنان الكبير والذى غادرنا بعد معاناة مع المرض بدولة الاردن الشقيقة، وتم موارة جثمانه الثرى وسط حضور جماهيري هائل لم يسبق له مثيل في تاريخ الفن السوداني، وبعد احداث دراماتيكية ومشاهد وثقت لها كل الصحف والقنوات الفضائية العالمية والمحلية.
#محمود_عبد_العزيز